لماذا تتزايد عمليات استدعاء السيارات ؟ وكيف يمكن مواجهتها؟

الاستدعاءات الخاصة بالسيارات مصدر امان أم قلق؟؟

أصبحت السيارات الحديثة أكثر تعقيداً واتصالاً من أي وقت مضى، وهو ما يعني في المقابل زيادة في احتمالية ظهور أعطال تؤدي إلى عمليات استدعاء مكلفة للشركات المصنّعة

لماذا تتزايد عمليات الاستدعاء حالياً؟

السيارات الكهربائية والسيارات المعتمدة على البرمجيات (Software-defined Vehicles) تقدم مزايا قوية، لكنها أيضاً تفتح الباب أمام مزيد من نقاط الفشل. ومع اعتماد الشركات على منصات إنتاج عالمية مشتركة وسلاسل توريد معقدة، يمكن أن ينتشر الخلل في جزء واحد إلى مئات آلاف السيارات دفعة واحدة.

من أبرز الأسباب:

ضغط الابتكار وقصر دورة التطوير

• أنظمة البطاريات، الإلكترونيات المدمجة، والتحديثات عبر الهواء (OTA) تزيد الأداء والمرونة، لكنها تُدخل مخاطر جديدة.

• المنافسة مع الشركات الصينية على السرعة في الابتكار تقلل من فترات الاختبار، ما يزيد احتمالية حدوث الأعطال

تشابك سلاسل التوريد والمنصات العالمية

• خلل واحد في وحدة تحكم إلكترونية أو بطارية يمكن أن يمتد إلى عدة طرازات وماركات مختلفة

• الرقابة التنظيمية أصبحت أشد، وشكاوى العملاء تنتشر بسرعة عبر المنصات الرقمية، مما يزيد من وضوح وحجم الاستدعاءات.

هل يساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل الاستدعاءات؟

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحول إدارة الجودة من نهج "رد الفعل" إلى نهج "الوقاية المبكرة"، حيث ان السيارات الحديثة تولّد كميات هائلة من البيانات مثل: رموز الأعطال (DTCs)، سجلات الوحدات الإلكترونية (كمبيوترات المركبة)ECUs، بيانات معلومات البطارية، والقراءات الحسية.

تحليل البيانات اعلاه عبر نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة يكشف علامات الإنذار المبكر قبل أن تتفاقم المشكلة، وبالتالي يقلل من حالات الاستدعاء

امثلة على الاستدعاءات الكبرى

في 2023، استدعت تسلا أكثر من 360 ألف سيارة من طرازات مزودة بنظام القيادة الذاتية (Full Self-Driving Beta) بسبب مخاوف من تجاوز إشارات المرور أو عدم التوقف الكامل. المميز أن الإصلاح لم يتطلب زيارة الوكالة، بل جرى عبر تحديث برمجي عن بُعد (OTA)، وهو ما يعكس التحول الجديد في التعامل مع الاستدعاءات.

اجرت تيسلا تحديثاتها الاخيرة من خلال التحديث عن بعد

عام 2024، واجهت تويوتا استدعاءً واسعًا شمل مئات آلاف المركبات في أمريكا بسبب احتمال تعطل وحدات التحكم بالوسائد الهوائية. المشكلة كانت مرتبطة بمورد خارجي، ما يبرز خطورة اعتماد الشركات على شبكة توريد معقدة قد تنقل الخلل إلى طرازات متعددة.

هذه الأمثلة توضّح:

• حتى أكبر الشركات وأكثرها خبرة ليست بمنأى عن الأخطاء.

• الموردون وسلاسل التوريد العالمية عنصر أساسي في توسع حجم الاستدعاءات.

• البرمجيات أصبحت جزءًا من الحل (عبر OTA) بقدر ما هي جزء من المشكلة.