الطفرة التي تعيشها شركة "اوبن أيه آي... هل من دلالات على استمرارها؟

• انشأت الشركة في عام 2015 كشركة ابحاث خاصة بالذكاء الاصطناعي

• تم تأسيس OpenAI Inc. كمنظمة غير ربحية للإشراف على مهمة الشركة وضمان التزامها بالأهداف الأخلاقية طويلة المدى.

• بعد ذلك في عام 2019 أنشأت الشركة فرعًا ربحيًا يسمى OpenAI Global LLC يتيح للمستثمرين والموظفين تحقيق عوائد مالية لكن ضمن حدود معينة، لضمان توافق الأرباح مع المهمة الإنسانية للشركة حسب ما تدعي الشركة

• اشهر منتجاتها على الاطلاق هو  Chat GPT الذي اطلق تم البدء في تطويره عام 2020 واطلق في 2023

• ابرمت الشركة اتفاقا AMD لتأمين معالجات متطورة واستخدام طاقة حوسبية تصب الى 6 غيغاوط بحلول العام القادم

• 
  

---

كل الشركات الناشئة الناجحة في مجال التكنولوجيا واجهت تاريخيا حقيقة إمكانية استحواذ شركة كبرى عليها أو تجاوزها في أي لحظة، كطبيعة للحياة العصرية التي نعيشها، لكن أوبن إيه آي كان لها مسار مختلف.

الشركة التي تشهد تميزاً في الطفرة الحالية هي نوع مختلف من الشركات. وعلى عكس عمالقة الصناعة في الفترات الماضية، تُعتبر أوبن إيه آي OpenAI شركة خاصة، بياناتها المالية سرية في الغالب، وقدرتها واستعدادها لإنفاق أموال الآخرين لا مثيل لهما

وكما أثبتت OpenAI مؤخراً، من خلال مجموعة هائلة من الصفقات الضخمة وإطلاق المنتجات، يستثمر ما يمكن تسميته مختبر الذكاء الاصطناعي هذا في جميع المجالات، من تطوير مراكز البيانات إلى تطبيقات المستهلكين وأدوات البرمجة وحتى الأجهزة

في أقل من ثلاث سنوات، تطورت OpenAI من شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بقيادة "سام التمان" إلى شركة عملاقة بقيمة 500 مليار دولار تقود خطة بناء مركز بيانات أقرها البيت الأبيض بالشراكة مع الشركة الأكثر قيمة في العالم انفيديا

"سام التمان" الرئيس التنفيذي ل Open AI

ازدادت الأشهر القليلة الماضية جنوناً.

تقوم الشركة بابرام العديد من الاتفاقيات الضخمة المتعلقة بالبنية التحتية مع Nvidia وBroadcom وOracle وAMD. كما أطلقت شركته تطبيق الفيديو Sora AI، الذي حقق مليون عملية تنزيل في أقل من خمسة أيام.

ميزة الشركة هو زخم نشاطاتها، مما يُفسر قيام OpenAI مؤخراً بعقد صفقات رفيعة المستوى بمئات المليارات من الدولارات مع كبرى شركات التكنولوجيا، مع تزويد قاعدة مستخدميها المتنامية بسرعة بتطبيقات وميزات إضافية. مع القدرة على الانفاق بدون أي ردات فعل من البورصات العالمية

ريادة في عصر الذكاء الاصطناعي

لقد رسّخت OpenAI مكانتها بوضوح كشركة رائدة في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي. وهي تسير على خطى علامات تجارية أخرى رائدة في مجال الإنترنت الاستهلاكي خلال العقود القليلة الماضية، مثل أمازون في التجارة الإلكترونية والبنية التحتية السحابية، وغوغل في بحث الويب والإعلانات الرقمية، وفيسبوك في وسائل التواصل الاجتماعي، وآبل في تطبيقات الجوال.

في تلك الطفرات السوقية، وُلدت شركات ناشئة ناجحة، بينما فشلت شركات أخرى لأسباب عديدة، منها عدم القدرة على إيجاد مسار واسع بما يكفي لبناء أعمال مستدامة أو الحصول على توزيع مباشر.

من المتوقع أن تصبح OpenAI في السنوات الخمس المقبلة واحدة من أكثر الشركات تأثيرًا في الاقتصاد العالمي، تمامًا كما كانت «مايكروسوفت» في عصر الحواسيب و«غوغل» في عصر الإنترنت.

يتوقع الخبراء ان يكون التأثير الذي ستتركه Open AI سيكون أعمق، لأن أوبن إيه آي لا تُنتج برنامجًا، بل تُنتج نوعا جديدا من التكنولوجيا لم يسبقها اليه احد ويمكن توظيفه في كل صناعة في جميع انواع الصناعات، سواء الصناعية أو الخدمية وغيرها.

عوامل القلق المستقبلية:

مع  هذا النمو الهائل، ستواجه OpenAI أيضًا موجة من التحديات القانونية والأخلاقية منها مثلا:

• حقوق الملكية الفكرية للبيانات التي تدربت عليها النماذج.

• قضايا الخصوصية والمساءلة في قرارات الذكاء الاصطناعي.

• المنافسة من الشركات الأخرى ومنها امريكية أو صينية (Anthropic، Google DeepMind، xAI).

 تأثير يتجاوز التكنولوجيا

تأثير OpenAI لا يقتصر على العالم التقني فحسب، بل يمتد إلى الاقتصاد والتعليم وسوق العمل،فهي تقود ثورة ستعيد تعريف الوظائف، وتجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا من كل مهنة. في المدرسة، المكتب، والمصنع — جميعها ستتعامل مع “مساعدٍ ذكي” مدعوم بقدرات عالية

بعض التقديرات تشير الى ان الادوات المصممة من قبل Open AI سوف توفر اكثر من 100 مليار ساعة عمل سنويا على مستوى العالم بحلول عام 2030

تشير التقديرات إلى أن أدوات OpenAI ستوفر أكثر من 100 مليار ساعة عمل سنويًا على مستوى العالم بحلول عام 2030.

 ختامًا

الى اين يسير بنا المستقبل حيث تبدو شركات ك OpenAI اليوم وكأنها في مهمة لإعادة كتابة مستقبل التكنولوجيا كما نعرفه. من “ذكاءٍ يُجيب على الأسئلة” إلى “ذكاءٍ يصنع العالم”، ورحلة شركات تقنية مثل Open AI تمثل التحول الأكبر منذ اختراع الإنترنت. ومع كل خطوة جديدة، يتضح أكثر أن الذكاء القادم لن يكون اصطناعيًا فقط... بل اكبر من ذلك بكثير !!