الذهب يواصل صعوده بعد اختراق حاجز 3700 دولار: توقعات لمستويات قياسية جديدة

شهدت أسعار الذهب العالمية خلال الأسابيع الأخيرة قفزة نوعية، حيث تجاوز المعدن الأصفر حاجز 3,700 دولار للأونصة، مسجلاً مستويات تاريخية تعكس التحولات الاقتصادية والمالية على الساحة الدولية.

ويُرجع محللون هذا الصعود إلى مجموعة من العوامل، أبرزها توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية خلال الفترة المقبلة، وضعف الدولار الأميركي أمام سلة من العملات، إضافة إلى استمرار البنوك المركزية في تعزيز احتياطاتها من الذهب كملاذ آمن.

كما ساهمت التوترات الجيوسياسية والضبابية في الأسواق العالمية في دفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب.

ثلاثة سيناريوهات رئيسية

بحسب تقديرات خبراء الأسواق، يمكن رسم ملامح ثلاثة سيناريوهات محتملة لمسار الذهب حتى نهاية 2026:

• سيناريو الصعود القوي (30٪): يتوقع وصول الأسعار إلى ما بين 3900 و4100 دولار بنهاية 2025، على أن تخترق حاجز 4500 دولار في 2026، في حال تسارع وتيرة خفض الفائدة وازدياد الطلب العالمي.

• سيناريو الصعود المعتدل (45٪): وهو الأكثر ترجيحًا، حيث يستقر الذهب فوق مستوى 3700 دولار مع تسجيل زيادات تدريجية نحو 3800–3950 دولار في 2025، ثم بلوغ 4100–4300 دولار خلال 2026.

• سيناريو التصحيح المؤقت (20٪): قد يشهد المعدن النفيس تراجعًا محدودًا إلى 3400–3600 دولار بفعل قوة الدولار أو بيانات اقتصادية إيجابية في الولايات المتحدة، قبل أن يعود للصعود نحو مستويات 4000 دولار وما فوق.

أما السيناريو السلبي الممتد، الذي يفترض هبوط الذهب إلى ما دون 3400 دولار، فيبقى احتمالاً ضعيفًا لا يتجاوز 5٪.

---

سيناريوهات تحركات الذهب خلال الفترة القادمة

الدلالات اقتصادية لما يحدث حاليا في اسواق الذهب

تجاوز الذهب لحاجز 3700 دولار لم يكن مجرد محطة سعرية عابرة، بل يمثل مستوى نفسي وتقني جديد، يعكس تحولات في ثقة المستثمرين بالنظام النقدي العالمي. ومع استمرار حالة عدم اليقين، يبدو أن المعدن الأصفر مرشح للبقاء في دائرة الاهتمام كأداة تحوط رئيسية في مواجهة التضخم والتقلبات الجيوسياسية.

وبحسب خبراء، فإن المسار الصاعد للذهب مرهون بتطورات السياسة النقدية الأميركية وحركة الدولار، إضافة إلى الأحداث الجيوسياسية التي قد تزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما يجعل عامي 2025 و2026 مرحلة مفصلية في تاريخ أسعاره.