top of page

هل يستبدل الذكاء الاصطناعي الوظائف أم يعيد تشكيلها

هل الوظائف التقليدية تواجه خطر الانقراض مع تقدم الذكاء الاصطناعي
هل الوظائف التقليدية تواجه خطر الانقراض مع تقدم الذكاء الاصطناعي

العلاقة بين التكنولوجيا والأتمتة والوظائف على مستوى الشركات أو المؤسسات شهدت تحولات كبيرة مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، الذي أصبح محط الأنظار بعد اطلاق الكثير من تطبيقات الذكاء الصناعي  في نوفمبر 2022. بخلاف أنظمة الأتمتة التقليدية القائمة على القواعد والمهام البسيطة، يمتد الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى مجالات أكثر إبداعًا وتعقيدًا، بفضل قدرته على التعميم عبر قطاعات متعددة استنادًا إلى حجم البيانات الهائل المستخدم في تدريبه.


التوقعات المبدئية لفقدان الوظائف

  1. في الفترة بين أغسطس وسبتمبر 2024، شمل مسح S&P Global Market Intelligence عينة من 766 مدير قسم في قطاعات متعددة (المبيعات، سلسلة التوريد، تكنولوجيا المعلومات، المالية، والموارد البشرية) في الولايات المتحدة.

  2. المشاركون توقعوا انخفاضًا متوسطه 7.5% في احتياجات القوى العاملة خلال عام واحد، مع انخفاض متوسط مدته 6.9% في زمن إنجاز العمليات.

  3. لم يكن ذلك بالضرورة يعني تسريحًا مباشرًا، بل غالبًا تقليل عدد التوظيفات الجديدة أو إعادة توزيع الموظفين.

  4. إعادة توزيع الوظائف أكثر من فقدانها

    • استطلاع مؤشر مديري المشتريات (PMI) الخاص بالذكاء الاصطناعي في أكتوبر 2024 أظهر تأثيرًا صفريًا صافيًا على التوظيف من الاستثمارات الجارية بالذكاء الاصطناعي، حيث أن الوظائف المستحدثة عوضت الوظائف التي تقلصت.

    • التوقعات حتى أكتوبر 2025 كانت إيجابية قليلًا (+5%) لصافي التوظيف.

  5. تباين حسب حجم الشركات

    • الشركات الصغيرة والمتوسطة توقعت زيادات في التوظيف (+7% و +11% على التوالي).

    • الشركات الكبرى توقعت انخفاضًا (-4%)، خصوصًا في الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا.

    • السبب يعود إلى نضج الاستثمارات الأكبر في الشركات الضخمة وإمكانية قياس العائد من تقليص القوى العاملة بشكل أوضح على نطاق واسع.

  6. تأثيرات حسب الأقسام

    • قسم تكنولوجيا المعلومات (IT) توقع أكبر انخفاض في القوى العاملة (9.8%) حتى أكتوبر 2025، وذلك بسبب التركيز على أتمتة تطوير البرمجيات وتحسين الإنتاجية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.

    • أقسام أخرى مثل الموارد البشرية أو المبيعات توقعت تأثيرات أقل مباشرة.

  7. اختلافات قطاعية

    • قطاع الصناعات الغذائية والمشروبات كان أكثر تفاؤلًا: الشركات التي توقعت زيادة في العمالة بسبب الذكاء الاصطناعي تجاوزت تلك التي توقعت انخفاضًا بـ 20 نقطة مئوية.

    • أما قطاع صناعة النقل فكان أكثر حذرًا: نسبة الشركات التي توقعت خفض العمالة تفوقت على نسبة الزيادة بـ 10 نقاط مئوية.

الخلاصة

الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يُنظر إليه كقوة استبدال شامل للوظائف في المدى القصير، بل كأداة لإعادة توزيع المهام وزيادة الكفاءة. التأثير يختلف بشدة حسب حجم الشركة و القطاع، حيث الشركات الصغيرة والمتوسطة تميل إلى دمج الذكاء الاصطناعي لدعم النمو، بينما الشركات الكبرى أكثر ميلاً لاعتباره وسيلة لخفض التكاليف.

الاتجاه العام حتى 2025:

  • تأثير متوازن أو إيجابي طفيف على إجمالي الوظائف.

  • إعادة توزيع القوى العاملة نحو أدوار جديدة بدلًا من فقدان شامل للوظائف.

  • قطاعات مثل البرمجيات والتكنولوجيا أكثر عرضة للتقليص، مقابل الأغذية والمشروبات الأكثر استفادة.


 
 
 

Comments


bottom of page