بوينغ تستعيد ثقة الأسواق بعد إذن بزيادة إنتاج 737 ماكس رغم سجل الحوادث
- اسماعيل الكركي
- 2 days ago
- 2 min read
الهيئة الفيدرالية للطيران ترفع الحد الإنتاجي بعد مراجعات دقيقة لسلامة خطوط التصنيع

حصلت شركة بوينغ الأمريكية يوم الجمعة على موافقة هيئة الطيران الفيدرالية (FAA) لزيادة إنتاج طائراتها من طراز 737 ماكس إلى 42 طائرة شهرياً، بعد فترة من التقييد عند 38 طائرة منذ حادثة سقوط سدادة الباب في إحدى طائرات ألاسكا إيرلاينز في يناير 2024.
وجاء القرار بعد مراجعات شاملة أجرتها فرق التفتيش الفيدرالية على خطوط إنتاج بوينغ في مصنعها بمدينة رينتون بولاية واشنطن، للتأكد من أن الزيادة لن تؤثر على مستويات الأمان والجودة.وأكدت الهيئة في بيانها أن الرفع جاء بعد “إجراء تقييمات سلامة دقيقة لضمان تنفيذ الزيادة الإنتاجية دون أي مخاطر تشغيلية”.
رؤية الشركة: نحو 47 طائرة شهريًا
أعرب الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، عن تفاؤله بالقرار، مشيرًا إلى أن الشركة تخطط لرفع الإنتاج تدريجيًا إلى نحو 47 طائرة شهرياً خلال الفترة المقبلة.وأضاف أن “التركيز الأكبر في المرحلة القادمة سيكون على تعزيز ثقافة السلامة داخل خطوط الإنتاج واستعادة ثقة عملائنا وشركائنا حول العالم”.
سلسلة من الأزمات المتلاحقة
لم يأت هذا القرار بمعزل عن الأزمات التي عصفت بطراز 737 ماكس خلال السنوات الأخيرة، والتي جعلت منه أحد أكثر الطرازات إثارة للجدل في تاريخ الطيران المدني.
ومن أبرز تلك الحوادث:
تحطم طائرة “ليون إير” الإندونيسية في أكتوبر 2018، بعد دقائق من إقلاعها من جاكرتا، ما أسفر عن وفاة 189 شخصًا بسبب خلل في نظام التحكم الآلي للطيران (MCAS).
تحطم طائرة “الخطوط الإثيوبية” في مارس 2019، والذي أودى بحياة 157 شخصًا في ظروف مشابهة، وأدى إلى تجميد تشغيل جميع طائرات 737 ماكس عالميًا لمدة 20 شهرًا.
حادثة سدادة الباب لطائرة ألاسكا إيرلاينز في يناير 2024، حين انفصل جزء من هيكل الطائرة أثناء الرحلة بسبب عدم تثبيت المسامير الأساسية في المصنع، ما تسبب في فقدان الضغط داخل المقصورة.
وعلى الرغم من عدم وقوع ضحايا، إلا أن الحادثة أعادت تسليط الضوء على مشاكل الجودة في بوينغ.

تقرير السلامة والمسؤولية
في تقرير نهائي صدر في يوليو 2025، حمل مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي (NTSB) بوينغ المسؤولية المباشرة عن حادثة سدادة الباب، مشيرًا إلى “نقص في التدريب والإشراف الفني”.وطالب التقرير الشركة بتنفيذ سلسلة من الإجراءات الإصلاحية، أبرزها:
مراجعة منهجية تقييم المخاطر الصناعية،
تطوير برامج تدريب متكررة للفنيين تتعلق بإزالة وتركيب الأجزاء،
وضع نظام موحد لتوثيق كل عمليات الصيانة والتجميع.
الطريق إلى استعادة الثقة
تعتبر هذه الزيادة في الإنتاج خطوة مهمة نحو إعادة بناء الثقة في بوينغ بعد سنوات من الأزمات والاتهامات بالتقصير.لكن خبراء الطيران يؤكدون أن الرهان الحقيقي يكمن في قدرة الشركة على تحسين ثقافة الأمان الداخلية وضمان التزام صارم بمعايير الجودة في كل مراحل الإنتاج.
ويبدو أن بوينغ، رغم الانتكاسات، تسعى لاستعادة مكانتها كأكبر مصنع طائرات في العالم، مع تركيز غير مسبوق على السلامة والشفافية.


Comments