top of page

معركة اشباه الموصلات بين الولايات المتحدة والصين

هل هي معركة كسر عظم بين القوتين العظميين؟؟!

Semi Conducter

لم تعد أشباه الموصلات مجرد مكونات صغيرة داخل الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر، بل أصبحت اليوم محورًا استراتيجيًا يحرك الاقتصاد العالمي ويعيد تشكيل موازين القوى بين الدول الكبرى.

لكن في البداية دعونا نتحدث عن اشباه المواصلات، ما هي وما هو مسارها التاريخي وما الذي يجعلها وقود حرب قادمة بين الدول الكبرى، وماهي حيثيات النزاع الدائر حاليا بين الصين والولايات المتحدة     

ما هي أشباه الموصلات؟

أشباه الموصلات هي مواد تمتلك خصائص فريدة بين الموصلات والعوازل، أبرزها السيليكون. حيث يتم من خلال هذه المواد  تصنيع الشرائح الإلكترونية والدوائر المتكاملة التي تشكل ما يمكن تسميته الدماغ داخل جميع الأجهزة الحديثة: من الهواتف الذكية، إلى السيارات، إلى أنظمة الفضاء والدفاع.

لماذا تعتبر سبعة استراتيجية 

 

تعود اهميتها الى عدة عوامل لكن ابرزها على الاطلاق هو لكونها العمود الفقري للصناعة اليوم، وتسعى الدول الى الى تطويرها لعدة عوامل منها: 

  • اداة تفوق عسكري وامني: الأنظمة الدفاعية، الطائرات المسيرة، الصواريخ الموجهة، والذكاء الاصطناعي العسكري جميعها تحتاج إلى رقائق متطورة. السيطرة على هذه التكنولوجيا تعني امتلاك ميزة عسكرية حاسمة

  • الصناعات بمعظم انواعها: لا يوجد قطاع صناعي أو خدمي اليوم لا يعتمد على الرقائق الإلكترونية: الهواتف، الحواسيب، السيارات، الأجهزة الطبية، مراكز البيانات، وحتى الأدوات المنزلية على صغرها. 

  • محرك الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة: الثورة الصناعية التي يطلق عليها اسم الثورة الصناعية الرابعة والتي تعتمد على الحوسبة السحابية والذكاء الصناعي تعتمد بشكل كامل على الرقائق الالكترونية وامتلاكها يتيح السيطرة على هذه التقنيات التي تعتبر المستقبل بكل ما تعنيه الكلمة. 

  •  ركيزة للاقتصاد العالمي: يبلغ حجم صناعة الرقاقات الالكترونية 600 مليار، لكنها تتحكم بالعديد من القطاعات التي تصل حجم اعمالها الى تريليونات الدولارات، وقد ظهر تأثير  ذلك خلال ازمة كورونا مع توقف امدادات الرقائق الالكترونية لجميع القطاعات ومنها على سبيل المثال السيارات 

  • ورقة ضغط جيوسياسية: تسيطر الولايات المتحدة على سوق الرقائق الالكترونية من حيث التصميم والبرمجيات وهي توفر الدعم الانتاجي لكل من تايوان و كوريا الجنوبية، فيما تمتلك هولندا واليابان تقنيات الطباعة الضوئية  

 يُعد السيليكون المادة المُفضّلة في صناعة الرقائق. فعلى عكس المعادن المُستخدمة عادةً لتوصيل التيارات الكهربائية، يُعدّ السيليكون "شبه موصل"، ما يعني إمكانية زيادة خصائصه التوصيلية بخلطه مع مواد أخرى مثل الفوسفور أو البورون. وهذا يُتيح تشغيل التيار الكهربائي أو إيقافه. والخبر السار هو أنه متوفر في كل مكان! يُصنع السيليكون من الرمل، وهو ثاني أكثر العناصر وفرةً على الأرض بعد الأكسجين. تُصنع رقائق السيليكون باستخدام نوع من الرمل يُسمى رمل السيليكا، وهو مصنوع من ثاني أكسيد السيليكون. يُصهر الرمل ويُصبّ على شكل أسطوانة كبيرة تُسمى "سبائك". ثم تُقطّع هذه السبيكة إلى رقائق رقيقة

الذهب الرقمي

47151-wafer-with-sand-and-silicon

تاريخيا

الاكتشافات الأولى منذ بداية القرن الى الاربعينات من القرن العشرين 
 

  • في بدايات القرن العشرين، بدأت أبحاث على المواد شبه الموصلة (مثل السيليكون والجرمانيوم) واشتهر بها الالمان حيث طوروا العديد من الدوائر المستخدمة في الرادارات وانظمة الاتصال

  • تم اختراع الترانزستور في عام 1947 وهو ما غير التكنولوجيا الى الابد، حيث تم اختراعه من قبل Bell Labs في الولايات المتحدة  

المرحلة الثانية (مرحلة الستينات) 
 

  • ظهور الدوائر المتكاملة: حيث تم دمج مجموعة من الترانزستور في شريحة واحدة  

  • ظهرت التقنية اليابانية في هذا المجال وبدأت معه بوادر تنافس بين اميركا واليابان وتأسست العديد من الشركات في البلدين ومنها (انتل) الشهيرة التي تنبأ مؤسسها "جوردون مور" بتضاعف عدد الترانزستورات كل سنتين مع انخفاض واضح على الكلفة مع كل تقدم

المرحلة الثالثة (مرحلة صعود اسيا) من السبعينات الى التسعينات  
 

  • اليابان ثم كوريا الجنوبية وتايوان استثمروا بهذه الصناعة بشكل كثيف وأصبحوا قوى أساسية مع شركات عملاقة مثل سامسونج، توشيبا، وان اي سي

  • فيما اعتمدت تايوان على مبدأ التصميم في بلد والانتاج في بلد وهو ما جعلها قوة مدعومة امريكيا في هذا المجال 

المرحلة الرابعة (العولمة وسلاسل التوريد) اعتبارا من عام 2000 م   
 

  • الصناعة أصبحت شديدة التخصص: أميركا في التصميم (Intel, Nvidia, Qualcomm, Apple)، تايوان وكوريا في التصنيع (TSMC, Samsung)، اليابان وهولندا في معدات الطباعة (ASML, Nikon, Tokyo Electron).

  • بقيت الصين متأخرة في التقنيات المتقدمة، لكنها استثمرت بقوة عبر شركات مثل SMIC وHiSilicon (التابعة لـ Huawei) وبدأت ملامح المنافسة الصينية تظهر مؤخرا مع الولايات المتحدة التي اعتبرتها مسألة امن قومي بالنسبة لها  

الصراع الامريكي - الصيني في مجال الرقائق الالكترونية 
 

اطلق​ت الصين مع بداية الالفية الثانية استراتيجية "صنع في الصين" والتي شملت كل شي بدءا من الصناعات العادية الى التقنية والسيارات وغيرها، وقامت بدعم شركات متخصصة هواوي وغيرها 

التطور السريع في التقنية الصينية اقلق الامريكان كثيرا فقامت ادارة "ترمب" الاولى بوضع عدد من الشركات الصينية على القوائم السوداء، مثل هواوي و ZTE في عام 2018

تطور الامر سريعا لتفرض الولايات المتحدة حظرا شاملا على  تقنيات الجيل الخامس ومنعت العديد من الشركات من توريد الرقائق المتقدمة لهواوي لتخوفها من استنساخ هذه التقنيات

 

بالمقابل قامت الصين بفرض قيود على تصدير المواد النادرة مثل الجاليوم والجرمانيوم وهو ما قاد اميركا الى الرد بمنع  Nvidia من بيع معالجات الذكاء الاصطناعي لجميع الشركات الصينية أو تهديدها بفرض عقوبات كبيرة عليها

bottom of page